منتدي دبة الفقرا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


تقافة وتراث دبة الفقرا وربط المنطقة اجتماعياً
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 محافظ الدبة في مذكراته يكتب!!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
البناني
.
.
البناني


عدد المساهمات : 226
نقاط : 16493
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 10/11/2009
الموقع : قلب المحبين الحنان

محافظ الدبة في مذكراته يكتب!!! Empty
مُساهمةموضوع: محافظ الدبة في مذكراته يكتب!!!   محافظ الدبة في مذكراته يكتب!!! I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 15, 2009 6:01 am

عن صحيفة الوطن

ان منطقة الدبة تعتبر العاصمة الحقيقية للبديرية والتي تمتد مناطقها من منطقة الكرفاب/ البرصه وحتى مناطق الغابة واهلنا البديرية احفاد بيوتات دينية وصوفية واذا اريد الاشارة لشخص يقال انه بديري دهمشي وقد كان مولانا العارف بالله السيد العجمي من المعتزين بانتسابه للبديرية، كما تضم المنطقة المجموعات النشطة في مجال الالتزام الديني وعلى راس هؤلاء السادة العجيمية، خاصة في مناطق العفاض وارقي ودبة الفقراء.
ان موقع مدينة الدبة فريد، فهي تقع على حافة انحناءة النيل وموقعها يطل على الصحراء الممتدة الى مناطق دارفور وشمال كردفان وولاية الخرطوم واهلها يعتزون ويقولون بأن النيل قد انحنى عند الدبة تكريما واجلالا لها وبالفعل تمثل انحناءة النيل وتدفقه شمالا وصف ملفت للنظر والانحناءة هي غير الركوع، فلا ركوع الا لله رب العالمين ولكن الانحناءة تعني التقدير والاحترام حتى في تبادل التحية بين الافراد.
ان موقع مدينة الدبة على حافة الصحراء قد جعلها ملتقى للاخوة العربان القاطنين في مناطق الخلاء الممتد حتى شمال منطقة العطرون في اتجاه دارفور وحتى شمال مدينة حمرة الوز بولاية شمال كردفان، ان الدبة المدينة المتحضرة التي اضحت بعد دخول الكهرباء والاسفلت ترتدي اجمل ثيابها وتتجمل بكسوة الحضارة تستقبل وبتلهف شديد الاعداد الكبيرة من سكان البادية الممتدة جنوبا، ويشهد سوق الدبة يومي الاثنين والخميس تدافعا وتزاحما يصعب وصفه، يختلط فيه سكان الحضر وسكان البادية في مشهد رائع تتبادل فيه المنافع التجارية والخدمية.
ثم يعود هؤلاء المتسوقون الى الخلاء عن طريق لواري وبكاسي ولكنها من نوع خاص ويقودها خبراء متخصصون في طرق الخلاء ومجاهله، لقد لمحت في الدبة وانا ازورها هذا الاسبوع الفائت التنمية المتسارعة بحيث اختلط عليّ معرفة العديد من المواقع خاصة في منطقة السوق رغم فترة عملي بها والتي امتدت لاكثر من 4 سنوات في التسعينات وقد انطبعت في ذهني عدة ملاحظات الخصها في الاتي:
1- سوق الدبة الكبير المطل على النيل والذي تعد مجد الدبة التجاري ايام محلات على شادول والزعيم محي الدين مكي والتجار الكبار من الاخوة الاقباط، قد اصبح هذا السوق الان خاليا ما عدا بعض المتاجر المحدودة حيث انتقلت الانشطة الى السوق الجديد والذي بدأ اصلا في شكل اكشاك ولكني وجدته الان سوقا مشيدا ومزدحما.
2- بمناسبة ذكر الاقباط فان مدينة الدبة قد سعدت بان شارك هؤلاء في تنميتها، فقد كانوا واعتقد انهم ما زالوا يساهمون بمالهم وجهدهم في تطوير المدينة، فالتحية لهم بدون فرز.
3- لاحظت ضيق شوارع السوق المزدحمة خاصة بعد ان تمت سفلتتها بالكامل، ويبدو ان الامر الواقع قد فرض نفسه فتمت السفلتة دون اعادة تخطيط حين كان هذا السوق عبارة عن اكشاك ولكنها فيما يبدو قننت وحولت الى دكاكين ثابتة.
4- من ملاحظاتي ايضا قلة حركة ووجود البكاسي فقد كانت في تلك السنوات السابقة التي عملنا فيها تعتبر البكاسي هي العنصر الاساسي للترحيل داخل وخارج المدينة وهي كانت المواصلات المفضلة لترحيل الركاب والسلع من والى الخرطوم ولكني الان رأيت المدينة قد ازدانت باعداد غفيرة من التاكسي المخصصة له عربات الاتوس والتي يجمعها اللون الأخضر الفاتح (لون زينب) كما كان يسمى في السنوات الغابرة، كما اصبحت بصات التوفيق تصطف متراصة ايام لوكندة ود ابو زيد وبالمناسبة فان ود اب زيد كان اول من تخصص في خط الدبة امدرمان منذ زمن اللواري ثم النيسانات والان الى النقلة الكبرى البصات السياحية فالتحية لابنائه وعشيرته.
5- اطلعني احد الاخوان على منزل قديم متهالك وعلمت بانه المنزل الذي ولد فيه عبد الرحيم حمدي وزير المالية الاسبق فقد كان جده بيومي موظف بمركز الدبة وقد كانت الدبة تمثل قبل عقد من الزمان رئاسة مركزية وقد كانت مقرا للحاكم ولتسجيلات الاراضي لمنطقة واسعة، وقد ظلت حبوبة الاستاذ عبد الرحيم حمدي واسمها بت ذكية في ذاكرة محدثي لانها كانت من النساء المعرفات بقوة الشخصية وحسن المعشر وتعتبر اسرة بيومي من الاسر الكبيرة المعروفة ومنهم د. بيومي الذي كان من اوائل الجراحين في السودان. لا اظن ان الاستاذ عبد الرحيم حمدي قد تمكن من زيارة الدبة منذ ان غادرتها اسرته وهو صغيرا.
6- لم يكن في الخيال ان تعبر الى قرية ارقي وهي شرق الدبة عن طريق كبري، ولكني شاهدت ان العمل قد بدأ وقطع شوطا في كبري الدبة/ ارقي، وارقي لمن يريد تعريفها هي من القرى المميزة بالفن والثقافة واهلها مفتونون بالطمبور تماما كأهل منطقة القرير بمنطقة محلية مروي، ولا يكاد صوت الطمبور ينقطع عن الاذن وانت تعبر شوارع ارقي الضيقة المتعرجة وسط النخيل وبالقرب من كثبان الرمال العالية التي تحيط بها من جهة الشمال، وقد انجبت ارقي عدد من الفنانين والشعراء والادباء وفي مقدمتهم الفنان صديق احمد وعبد الرحيم ارقي وهو يشدو باغنيته الخالدة "ليالي الغربة" وقد صدح السودان كله معهم في روائهم في مجال العاطفة والحنين.
7- لاحظت ان طريق العربات الرئيسي والذي كان يخرج من الدبة مخترقا القرى شمالا وجنوبا والممتد من دبة الفقراء وكركول مرورا بمناطق قوشابي وقنتي قد ضعفت اهميته بل كاد ان يهجر وذلك بسبب اكتمال طريق الاسفلت، ولكنه بعيدا عن هذه القرى وقد واجه العابرون لهذه القرى اشكالا في التحرك ولكنهم مع ذلك فرحون بالاسفلت الذي قفز بمدينتهم الدبة وقراهم قفزات عالية. وعلى ذكر هذه القرى المجاورة لمدينة الدبة فان لكل منها معالم فقرية كرمكول هي موطن الاديب الطيب صالح ومنها ومن واقعها كتب رائعته "موسم الهجرة الى الشمال"، ودبة الفقراء وهي اللاصقة للدبة جنوبا تتميز بصوفيتها وهي مرتبطة بالزعيم الازهري رحميا وكذلك بالطريقة الاسماعيلية وبالسيد اسماعيل الولي، ويتواصل سكانها خاصة في مواسم الحوليات مع عشيرتهم اصحاب الطريقة الاسماعيلية بالابيض حيث رئاسة الطريقة فهم في ترابط وثيق مع بعضهم وهم من جسد واحد وفكر واحد.
هذه انطباعات وملاحظات من مدينة تربط بين حياة الحضر وحياة البادية وهي لموقعها في حافة الصحراء على نقطة انحناء النيل مؤهلة لاستقبال أهل البوادي الممتدة جنوبا بمختلف سكانها واكثرهم الكبابيش والهواوير وغيرهم وقد انتقلت الى المدينة الكثير من ما شاهدته بمدن الغرب، بحمرة الوز وحمرة الشيخ حيث انتشرت بسوق الدبة محلات للاكل يظهر عليها طابع تلك المدن ومن ذلك الشيات على نظام وزن اللحوم النية وتجهيزها بواسطة النساء طازجة في شيء يشبه ما يتم بسوق الناقة وعلى ذكر ذلك فان طريقة اللحوم باسواق الناقة جاءت اصلا من مدن الغرب وتحديدا مدينة الابيض، ولا بد ان نشير ان اعدادا كبيرة من سكان الخلاء قد استقروا الان بالدبة وان الخطط الاسكانية القادمة سوق تشهد استقرار المزيد.
8- لقد عايشت ايضا من خلال النهضة المفاجئة التي شهدتها الدبة قيام عدد من الكفتريات الحديثة ومن تلك كافتريا اشراقة المشيدة من طابقين وعلى طراز حديث بوسط المدينة.
التحية لاهل الدبة جميعا ولمؤسسيها من قيادات الرعيل الأول الاحياء منهم والاموات، الذين توفاهم الله الى رحمته ود يس ودوشي وجمال الدين وعلى شادول والاخرين والى الاحياء من قياداتها وزعاماتها في مختلف المواقع والاتجاهات وتحية خاصة للسيد موسى توفيق واهله وعشيرته من الاخوة الاقباط والذين ساهموا في تأسيس وتنمية مدينة الدبة بمالهم وجهدهم والذين قال احد محدثيهم في احدى المناسبات انهم قد اصبحوا بديرية دهمشية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://debbatalfogara.ahlamontada.net
 
محافظ الدبة في مذكراته يكتب!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي دبة الفقرا :: الفردل-
انتقل الى: