استقى الدكتور سمير جل معلوماته المرتبطة باسهامات الركابية العلمية في السودان من طبقات ود ضيف الله التي تؤكد أن الشيخ إبراهيم البولاد بن جابر "هو أول من درَّس خليل ببلاد الفونج، وشدت إليه الرحالة، ومدرسته في خليل سبع ختمات، وعلَّم فيها أربعين إنساناً." وخلفه على سجادة أولاد جابر أخوه عبد الرحمن الذي جلس "للتدريس والفقه وساير الفنون، ... وانتفعت به الناس، وبلغت ختماته في خليل أربعين ختمة. وكان له ثلاثة مساجد، موزعة بين الدفار، ودار الشايقية، وأمري الزورات (تذكر بعض المراجع كورتي بدلاً عن الزورات). ويبدو أن الشيخ إبراهيم البولاد قد حط رحال أولاً بمملكة الدفار، وتحت رعاية ملكها مسوا الكبير، وفي هذا يقول البدوي محمد نافع: إن إبراهيم البولاد بن جابر قد وضع "مسجداً بقرية ملك الدفار قصاد قنتي شرقاً، وعند بناية المسجد وضع فيه خمسة أعمده حذواً بقواعد الإسلام، ولا تزال آثار المسجد موجودة بالدفار على مآثر مملكة البديرية، وصار ملوك الشايقية يحضرون لاستماع الدروس والإرشادات التي كانت توجَّه إليهم من داخل المسجد." وتقودنا هذه الرواية إلى القول بأن بشارة الغرباوي جد الإسماعيلية في كردفان ودبة الفقراء قد درس بمنطقة الدفار، وذلك بخلاف ما ذهب إليه ود ضيف الله وأحمد الأزهري مؤلف مخطوط الاقتباس بأن الغرباوي قد درس في جزيرة ترنج في منطقة الزورات، لأن البون شاسع بين ترنج وموطن الشيخ بشارة الغرباوي بمنصوركتي، ويبدو أن الرواة قد خلطوا بين فترتين في حياة أولاد الجابر، الأول ترتبط بإقامتهم بمنطقة الدفار، والثانية تتمثل في رحلتهم الأخيرة إلى جزيرة ترنج حيث توجد مقابرهم، ومقبرة حوارهم المطيع حمد العجمي بن الملك مسوا الدفاري الذي أرتبط بهم روحياً، وآثر البقاء معهم في جزيرة ترنج إلى أن توفاه الله.
من موضوع طويل لــ د ابو شوك